سبعة من الشباب أعمارهم في العشرين استقلوا سيارة واحدة متوجهين من المنطقة الشرقية إلى مدينة الرياض.. فتنطلق السيارة عبر الطريق السريع وبعد خمسين كيلو متر تصطدم السيارة بإحدى الشاحنات الكبيرة فانطبقت مقدمة السيارة على السائق والشابين الذين بجواره فيفارقون الحياة .. تقلبت السيارة فهوى السقف على الشباب الأربعة اللذين في المقعد الخلفي .. أما أحدهم فتنزل ضربة مميته على رأسه فيفارق الحياة فور وصوله المستشفى ..
أما الثلاثة الناجون فيدخل أحدهم العناية المركزة بسبب ضربة في رأسه ويصاب الآخران ببعض الكسور والجروح.. التقيت بأحد الشباب الناجين ليحدثني عن الحادث المؤلم فيقول:
طلب مني بعض أصدقائي مرافقتهم للرياض انطلقنا على سيارة واحدة ركب ثلاث من الشباب في المقدمة بينما كنت أنا وثلاثة آخرون في المقعد الخلفي وفي الطريق أخرج احد الشباب علبة دخان من جيبه نظرت للعلبة فإذا فيها سجائر الحشيش اشتعلت السيجارة الأولى وبدأت تدور بين الشباب ثم وصل الدور إلي..ترددت في البداية ..
ولكن لم أشعر إلا وأنا واضع السيجارة في فمي ثم أصبت بدوار غريب .. وضعت رأسي على كتف زميلي الذي كان بجانبي وأنا في حالة بين اليقظة والمنام أما السائق فقد كان يقود السيارة بسرعة جنونية كانت وكـأنها تسبح في الفضاء حتى كان الحادث المؤلم ثم استيقظت ..
رفعت رأسي وكأنني في حلم رأيت المشهد المفزع .. زملائي اللذين في المقدمة وقد التفت عليهم مقدمة السيارة واختلطت أجسادهم الطرية بحديدها وزجاجها ومقودها .. فلا تكاد ترى وجوههم .. التفت يمينا إلى زميلي الذي كنت متكئا عليه فإذا سقف السيارة قد خرَ على رأسه حتى غدا بين الحياة والموت .. صورة مخيفة .. ولكن أحمد الله على قضاءه وانه مدَ في عمري ولم يقبض روحي على خاتمة السوء ..
بكيت ندما عاهدت الله على التوبة والاستقامة حتى الموت وأسأله أن يثبتني على ذلك .. ولا أزال أدعو الله في صلاتي أن يعفو عن إخواني الذين شاهدت بعيني مصارعهم فلا أنساها أبدا ماحييت.